فلسفة الفن والادب عند نيتشه
.jpeg)
جذّر نيتشه لفلسفة ما بعد الحداثة في معظم ميادينها، ونستطيع القول إنّ مبحثيّ الفنّ والأدب، قد احتلا حيزاً كبيراً ومهمّاً من الثورة الجينيالوجية التي قلب بموجبها القيم، وألقى عن عاتقها عبء الإرث الفكري المتعالي الذي أثقل كاهل الفلسفة وزجّ بها في أروقة العدمية.
وقد جاءت فلسفة نيتشه في الفنّ والأدب على شكل شذرات صادمة ومدهشة عبر مجمل أدبياته ومنجزاته السّردية والشعرية، فنيتشه لم يضع نظرية فلسفية في الأدب والفنّ بأسلوب كلاسيكي مباشر، ولم تنحصر آراؤه في هذا المجال عبر كتاب دون آخر، بل إنّ مجموعها شكّل رؤية خاصة تنطلق من الفهم الديونيزي للعالم.
وعَمدتُ في هذه الدراسة إلى الحفر الجينيالوجي في المصادر والأصول لنتاجات نيتشه، وتتبع خيوط ما تشابه وتكرر وأخذ شكل القواعد من أفكاره الكثيرة والغزيرة، لأنسج منها ما قد يشكّل نظرية متكاملة أو شبه متكاملة، في إطاري الفنّ والأدب..ومن ثمّ، رسم الملامح العامة التي أَسَّسَتْ على ما أعتقد لنظريات ما بعد الحداثة في الأدب والفنّ.