30/11/2023

تبحث عن حياة تشع بالحرية والعدل.. نهلة الجمزاوي: الأدب النسوي مصطلح ذكوري أطلقه رجل متطرف

Blog image

محمود الداوود - الكاتبة والأدبية الأردنية نهلة الجمزاوي من الكاتبات والأديبات الشابات المتميزات فهي متنوعة الثقافة ومتنوعة في ابداعها فقد كتبت للكبار وللصغار ودخلت خيمة الأدب من جميع جوانبها القصة والمسرح وأدب الأطفال والقصائد الغنائية أيضاً وأثبتت في كل فن أدبي أن المرأة قادرة على الابداع إذا توفرت لها الارادة

والعزيمة واذا كانت مصرة على النجاح، فهي لا تعرف الكسل ولا التقاعس.

نهلة الجمزاوي من مواليد عمان 1968 وتعمل حالياً في الصحافة الثقافية وصدر لها عام 1999 كتاب أدبي تحت عنوان (خربشات ما قبل العشرين وصدرت لها مجموعة (العربة القصصية عام 2000 والتي فازت بها على مستوى الوطن العربي ومؤخراً صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان الولد في هذيانه» كما كتبت عددا من المسرحيات أبرزها (الشظية) التي فازت بجائزة وزارة الثقافة العراقية للابداع في النص المسرحي عام 2001 ومسرحية اللعبة في الفراغ ومسرحية ( في الجامعة) وأوبريت ( القدس عروس السماء) وأوبريت (يافا عروس البحر) وأوبريت (الانتفاضة). أما في مجال أدب الأطفال فقد كتبت عدداً من المسرحيات والأوبريتات الغنائية والتي عرض بعضها على المسارح المدرسية والمسرح الثقافي الملكي في مهرجان الطفل لوزارة الثقافة الأردنية وأبرزها كوكب الأحلام التي حازت على عدد من الجوائز في مهرجان الطفل 2000 ومسرحية (أين) (الفرح) و (الزبال) و(أين المصباح) و (في الشارع) و(نقاء ودهاء). كما كتبت عدداً من الأغاني الوطنية وأغاني الأطفال التي بثت على بعض المحطات العربية مثل إذاعة (دال/ قناة المجد) ولها أيضاً مسلسلات تلفزيونية واذاعية للأطفال قيد التنفيذ منها (أبو الفضول، أين المصباح، عبقرينو

ورحلات المعرفة، المغامرون وأسرار البحر).. مع الكاتبة والأديبة الأردنية نهلة الجمزاوي كان لنا هذا اللقاء:

؟ من هو صاحب الفضل في ظهور اسم نهلة الجمزاوي في الساحة الأدبية ؟

بدأت الكتابة منذ سن مبكرة كنت دائما أشعر بخيول الكلمات تركض في دمي وأن ثمة مولودة يسكن ذاكرتي وأن نهرا من العطاء يود لو يجد مجراه المناسب، حين بدأت أطرق باب الساحة الثقافية الأردنية الموصد باحكام، اذ شعرت في تلك الساحة بيتم حقيقي، بل وجوبهت بشراسة وكأنني متطفل جاء ليقتحم مكانات مشغولة اذ لا يحق لجديد أن يقدم نفسه بل ولا يحظى حتى بفرصة الاستماع إليه، ولإصراري على مواصلة السير في درب الإبداع الشائك وجدتني مضطرة للمزيد من المثابرة والبحث والاطلاع كما راقت لي فكرة مراسلة المسابقات الثقافية التي تنظمها بعض المؤسسات في وطننا العربي وحققت نجاحات كان لها كبير الدور في ظهوري على خارطة الإبداع محليا وعربيا أما فيما يتعلق بكتابي الأول خربشات ما قبل العشرين» فقد ساعدني أخي يوسف «وهو طبيب يعمل في الخارج» على طباعته حاولت خلاله أن أقدم نفسي للساحة الإبداعية .

؟ ما هو مفهوم الإبداع لديك، وكيف تقيمين من وجهة نظرك الإبداع الأدبي على مستوى الأردن؟

لا يمكن حصر مفهوم الإبداع بجملة أو حتى فقرة وانما أستطيع أن أتخيله لوحة تعبيرية جميلة تصور تفاعلنا مع الحياة وليس صورة فوتوغرافية لهذا الواقع . أما الشق الثاني من السؤال فهو أشبه بالورطة اذ أن عملية التقييم برمتها ليست بالأمر اليسير بل تتطلب خبرة ودراية بل ودراسة تحليلية تفكيكية دقيقة اذا صح التعبير، أما اذا انزاح السؤال قليلا عن مجراه ليشمل ما تعانيه الساحة الإبداعية الأردنية من ارهاصات وعقبات تحول دون وصول الصوت المبدع الى مسامع القائمين على البحث والتقييم فهي كثيرة ولا حصر لها، أبرزها اشكالية عدم توفر الدعم المؤسسي اللازم لطباعة الكتب وابرازها إلى حيز الوجود اضافة الى إشكالية عدم التعامل مع الكتابة بوصفها مهنة تستحق التفرغ مما يدفع بالكاتب الى الإنشغال بمهنة اخرى للبحث عن أسباب العيش. هذا مع اعتزازي الكبير بالطاقات الأبداعية التي يتمتع بها عدد كبير من كتابنا الأعزاء في الأردن ممن تمكنوا من شغل حيز هام في ساحة الإبداع العربية.

؟ صدرت لك مجموعة قصصية مؤخرا حدثينا عنها ؟

أنا أرى أنه من الصعب أن يتحدث الكاتب عن نصه فالنص الإبداعي غالبا ما يتحدث عن نفسه لكني قد أتجرأ لأقول أن مجموعة «الولد في هذيانه» استطاعت أن تكون مختلفة زاوجت فيها بين عملية التأريخ لبعض الأحداث التي تعصف بالأمة وبين أسلوب التركيب الذي ينحى الى الرمزية والتجريب اذ جعلت من قصتي شاهدا على الحدث ومجسدا للمشهد الذي يقف عند تفاصيل المنولوج الداخلي لأبطال القصة فيصفه متزامنا مع الحدث لتخرج المخيلة بصورة قد تبقى في الذاكرة .

؟ هل حصلت على جوائز أدبية، وما شعور الأديب اذا حصل على جائزة أدبية عربية أو محلية ؟

للآن لم أحصل على أي جائزة محلية، أما عربيا فأعتز بأني حصلت على جائزتين : الأولى هي جائزة أندية فتيات الشارقة من الإمارات العربية المتحدة، عن مجموعتي القصصية «العربة» عام 200 اضافة الى جائزة الإبداع في النص المسرحي «أم المعارك» المقدمة من وزارة الثقافة العراقية / 2001 . وأستطيع القول أن سرورا عارما يغمر المبدع حين يعرف أن ثمة محايدا أنصف إبداعه دون سابق معرفة باسمه أو حتى هويته أو جنسه و سرعان ما يحمل تلك الشهادة ويركض بها لساحته يحاججهم بها كما يحمل الطفل شهادة تفوقه لوالديه عله يحصل على المباركة والتأييد، وبالمناسبة أشير إلى أن هذا التعبير يليق بالجوائز الناتجة عن مسابقات أدبية عرفت بنزاهتها وحيادها ولا أعني الجوائز التي تجهز لأسماء معروفة ولأغراض لها علاقة بالحدث زمانا ومكانا.

؟ هل يوجد ما يسمى بالأدب النسائي وهل هو مختلف عن الأدب الرجالي ان جاز التعبير ؟

الأدب النسوي مصطلح ذكوري أطلقه رجل متطرف جنسويا أراد به التقليل من شأن الإبداع الذي تنتجه امرأة، فالعملية ببساطة أن ثمة نتاجا ذهنيا لا علاقة له بتاتا بالأجهزة الجسدية التي تميز جنس الإنسان وقد أثبت العلم ذلك، فالمعاني في الطرقات واللغة ملك للجميع، يبقى البناء المعماري وما يتكىء عليه من مضامين ومفردات كل حسب رؤيته وتوجهه والزاوية التي ينظر بها إلى العالم حوله .

؟ المرأة في كتاباتك هل هي حرة أم مقيدة .. ولماذا ؟

هي التي تمنح نفسها الهامش الذي يمكنها من الرضى والتوازن .. فاذا ما صعدت الى سدة الكتابة فبمقدورها الوصول الى غاية التعبير وفق جسر اللغة الذي تريد .

؟ كتبت للمسرح وكتبت للقصة وكتبت الشعر، فأين وجدت نفسك أكثر ؟

ثمة من يقول لي أن تعددك وتناثر طاقتك عبر الأجناس الأدبية قد يشظيك ويبدد طاقتك الإبداعية الا أنني أجدني حيث يقودني القلم رب الموقف وسلطانه، فما الضير ان امتلك المرء مفاتيح الأبواب أن يطرق أيا منها متى شاء. ولذا برع أجدادنا بالابداع في مجالات وأبواب علمية

؟ لو طلبنا منك وضع حياتك في منظومة فلسفية ؟ فماذا تقولين ؟ أي منظومة تلك التي لم تختل بعد كل شيء الآن أصبح قابلا للإستلاب والإختراق، أما ما أفتش عنه هو حياة تشع بالحرية والعدل»

؟ لكل كاتب طقوس خاصة عند الكتابة ما هي طقوسك الخاصة التي تكتبين فيها ومن خلالها ؟

ليس لدي طقس معين على الصعيد الشكلي وانما هو الظرف النفسي الذي يلح علي بالكتابة، فعندما يجيش خاطري بفكرة معينة في أي زمان وأي مكان أسارع لدفعها نحو بياض الورق أو شاشة الكمبيوتر ان توفر لي ذلك، وإلا فما أكثر النصوص الإبداعية التي دونتها على صفحات الهواء فتلاشت .

؟ الجرأة في الطرح سمة الكاتبات المعاصرات الى أي مدى تجدين ذلك في كتاباتك؟

اذا كنت تقصد بالجرأة تناول الثلاثي المحرم ( الدين، السياسة، الجنس ) فالجرأة والتمرد هي من صفات المبدع عامة ولس المرأة فحسب، فما قيمة الإبداع ان لم يسجل بكل حرية موقفه إزاء المنظومة الحياتية برمتها، من أجل البناء والتغيير نحو الأفضل، والا تصبح العملية الإبداعية مجرد زخرفة لا قيمة لها .

؟ الى أي حد تأثرت كتاباتك بأسلوب الصحفي ؟

ربما انعكس ذلك دون أن أدري فالعمل الصحفي يؤرخ للحدث وكذلك الإبداع من هنا جاء التشابه، الا أن لكل منهما أسلوبه وطريقته في نقل الصورة، الا أنني أعتقد أن الإبداع قادر على البقاء بصورة أفضل لأنه يخاطب

الوجدان لا العقل فحسب.