من يحكم الجزيرة

«من يحكم الجزيرة» عمل مسرحي ينتمي إلى فنتازيا التاريخ حيث اللازمان واللامكان المُحّددان، وإنما تقع الحكاية في جزيرة تسمى "جزيرة الحياة" حيث الحلم الإنساني الأزلي بحياة كريمة، تدور الأحداث حول السؤال الجدليّ المشروع: كيف نحيا سعداء؟
العمل استعراضيٌ غنائي لا يخلو من الكوميديا، يبتعد عن الخطاب الوعظي المباشر لكنه يؤشر على الأعمدة الأساسية التي من شأنها صنع وطن جدير بالحياة أرضاً وإنساناً، ويبدأ الصراع بين أقطاب مختلفة وأساسية وضرورية لبناء النظام اللازم لقيادة وإدارة هذا الوطن ويكون الصراع حول من الأقدر والأهم «القوة، المال، العلم، الفن والأدب، الدين، الثقافة والحكمة»، كلٌّ حسب رمزه الوارد متمثلاً في شخص من شخوص المسرحية، وذلك عبر حكاية فنتازية تقع في جزيرة مفترضة تدعى جزيرة الحياة، حيث يدور الصّراع بين أقطاب الحياة سالفة الذكر لنصل إلى حقيقة مفادها أنّ جميع تلك الأقطاب ضرورية وعليها أن تتضافر من أجل تحقيق السّعادة لأهل الجزيرة..ويتحقق ذلك بقيادة الحكمة المتمثل في شخصية الحكيم "الفيلسوف"
من هنا نؤكد على مبدأ الديمقراطية وضرورة المشاركة وزج ذوي الاختصاص في موضع صنع القرار، وبالتالي نكون قد أسهمنا في تربية جيل مُحِبّ متعاون يعترف بالآخر بوصفه ضرورة من ضرورات الوجود وليست بوصف ذلك قيمة أخلاقية محمودة فقط.
العمل استعراضي كوميدي غير مباشر قد ندخل عليه بعض معطيات الحضارة لكسر الرتابة والخروج عن المألوف إلى الكوميدي الموظف، بما لا يمسّ البنية الدرامية للعمل ولا يدفع به إلى منزلق التهريج.
د. نهلة الجمزاوي