22/11/2023

كوتة المرأة تمييز ضدها

Blog image

نهلة الجمزاوي

 

كوتة المرأة تمييز ضدها نهلة الجمزاوي الأدب ، الفن ، العمل ، الحراك الإنساني برمته ، نتاج بشري مقدس لا يمكن تبويبه ضمن ما يسمى بشرائح أو فصال مجتمعية أو حتى جنسوية ، ذلك أن هذا التصنيف ينفي عنها الأحقية في الى الإنتماء المجرد الى الهوية الإنسانية وما تتضمنه من المحتوى السيكولوجي والمعرفي والأدائي .    فلماذا يصنف نتاج المرأة الذهني والعملي ، ويتم اختصار كل تجربتها الحياتية تحت تصنيفها الجنسوي ذكر أم أنثى. لماذا لا يحسب للمرأة المنتجة دورها وأداءها في أي مجال من مجالات الحياة مقارنة بمنافسيها في ذات المجال وبمقدار القيمة الحقيقية لما تقدمه ويقدمه الآخر بالمقابل ذكر كان أم أنثى .    لا أدري لماذا وضعت المرأة مؤخرا ضمن شريحة منفصلة حسب جنسها البيولوجي لتصول وتجول عبر محددات هذه الشريحة فقط مهما ارتفع شأنها المعرفي أو الثقافي أو حتى السياسي. إن زج المرأة ونتاجها ضمن كوتة نسوية تمييز ضدها وتقليل من شأنها ، إذ أنه يلقي بكل قدراتها الذاتية جانبا ويصنفها ضمن معيار غير موضوعي بتاتا لتكون هي الفضلى بين النساء أي بين بنات جنسها بكل تفاصيلهن الحياتية العادية.   ويحرمها من حقها في أن تتم مفاضلتها بين الآخرين من حيث التميز معرفيا وثقافيا ونقابيا أو حتى قدرة وموهبة وإبداعا .. ما يسمونه بالعصر الجاهلي أنصف المرأة الشاعرة و الناقدة و حتى المسيسة والبطلة الفارسة ، دون أن يزج بها في كوتة .. ولم يقارنها ببنات جنسها و لم يحفظ التاريخ إسمها لأنها تميزت عن المرأة ربة البيت أو راعية الأغنام أو حتى الخادمة ...لم يميزها ضمن كوتة تفاضل بينها وبين كل هؤلاء النساء فتشهد لها أنها تسبقهن أبدا ، بل أنه أعطاها وصفها الذي تستحقه مقارنة بالحركة الثقافية والسياسة والإجتماعية برمتها وبمقدار ما قدمت لمجتمعها أو أضافت له من قيمة معرفية أو نضالية أو سياسية .. ذلك أن مفاضلة المرأة مقارنة بالنساء للإعتبار النسوي فقط تمييز ضد المرأة وتقليل حقيقي من شأنها الإنساني ومن قدراتها الذاتية . فثمة أدب أو لا أدب ، شعر أو لا شعر، ثقافة أو لا ثقافة ، قدرات معرفية أو إدارية أو نقابية أو مهنية وهناك لا قدرات.....   بغض النظر عن الجنسية البيولوجية لصاحب ما سلف . العطاء الإنساني لا يمكن تصنيفه وتبويبه الا من منطلق القيمة الحقيقية لهذا العطاء ومقدار الإبداع الناتج عنه . وأي تبويب أو تصنيف هو تقليل من شأنه. وبالتالي فإن تأنيث العطاء المتحقق من قبل المرأة هو تمييز ضدها وتقزيم لحجمها مهما ارتقت أوحققت من مكتسبات .