30/11/2023

دنيا الفرح | تعدّها: نهلة الجمزاوي

Blog image

كيف أدرس ولا أنسى! 

أدرس كثيراً وأحفظ جيداً ومع ذلك أخشى أن أنسى ما حفظته في الامتحان..فكيف أتذكر ما درسته فلا يضيع تعبي وجهدي؟ 

هذا شعور طبيعي يا عزيزي أحيانا يخشى الإنسان أن ينسى شيئا ما حين يريد تذكره في الوقت المناسب ..خصوصا الإمتحان، وهذا شعور طبيعي، ولكن عليك أن تتغلب عليه تماما  وتفعل مثلي عندما كنت أدخل ال قاعة الإمتحان ولدي شعور بأنني نسيت كل شيء . كنت أقاوم هذا الشعور وأستعيد ثقتي بنفسي وأتذكر أنّي درست جيدا ما أن أنظر إلى الأسئلة حتى يطمئن قلبي،وبعد أن أقرأها جيدا لأفهم ماذا يريد السؤال، كنت أبدأ بالإجابة وسرعان ما تنهمر أفكاري ومعلوماتي التي حفظتها كالمطر . وكنت أبدأ بالإجابة على السؤال الذي أشعر أني متمكن منه جيدا حتى أكسب وقتي ولا أضيعه في التفكير فيما أنا متشكك فيه، ومن ثمّ أنتقل إلى السؤال الذي أجده أكثر صعوبة، وهكذا حتى أنتهي من الإجابة على كل الأسئلة في الوقت المناسب . 

يحكى أن

من حكايات كليلة ودمنة

الناسك وابن عِرس 

جلست الأسرة في إحدى ليالي الشتاء حول الموقد، وقالت الجدة: سأروي لكم الليلة قصة الرجل العجول في أمره، العامل بغير تثبيت ولا رويّة.

فقال الأب: من لم يكن في أمره متثبتا يندم. ومن أمثال ذلك مثل الناسك وابن عرس.

فقال الابن: وكيف كان ذلك؟

فقالت الجدة: زعموا أنه كان بأرض جرجان ناسك، وكانت له امرأة لبثت عنده زماناً لا تحمل، ثم حملت فاستبشر الناسك بذلك وقال لها: أبشري. فإني أرجو أن تلدي غلاما وتسعديه، وسأقوم بالبحث عن مرضعة له، كما سأختار له اسما حسنا.

قالت المرأة: أيها الرجل! من علمك أن تتكلم في ما لا تدري؟ ومن يعلم أيكون المولود ذكرا أم أنثى؟ أسكت الآن، وارض بما سيقسم الله لنا، فإن الرجل العاقل لا يتكلم في ما لا يدري. فمن تكلم بما لا يدري أصابه ما أصاب الناسك الذي انصبّ على رأسه السمن والعسل.

قال الناسك: وكيف ذلك؟

قالت المرأة: زعموا أن ناسكاً كان يرسل إليه أحد التجار رزقاً من السمن والعسل. وكان يحفظ من ذلك السمن والعسل في كوز علقه، حتى امتلأ الكوز. وارتفع ثمن السمن والعسل. فقال: « سأبيع ما في هذه الجرة بدينار على الأقل، فأشتري بالدينار عشرة أعنز، فيحملن ويلدن لخمسة أشهر «.

وحسب ما سيصير لديه بعد خمس سنين فوجد أنه سيكون أكثر من أربعمائة عنز في حسابه.

ثم قال: فأشتري مئة بقرة بكل أربع عنزات ثوراً وبقرة. فأنتفع بالثيران في الزراعة وأنتفع بما تلده الإناث وبألبانها. فلا يأتي عليّ خمس سنين إلا وقد أصبت منها ومن الزرع مالا كثيرا. فأبني بيتا فاخراً وأشتري عبيداً ورياشاً ومتاعاً. فإذا فرغت من ذلك تزوجت امرأة ذات حسب ونسب، ثم تلد لي ابنا مباركا فأسميه اسماً حسنا وأؤدبه أدبا حسنا وأشدّ عليه في الأدب. فإن رأيته عقوقا ضربت رأسه بهذه العصا وهكذا.

ورفع العصا يشير بها فأصابت الكوز فانكسر وانصب السمن والعسل على رأسه وذهب تدبيره وكل أمانيه باطلا.

ضربت لك هذا المثل لتنتهي عن التكلم فيما لا تدري وما لا يوافق القدر فاتعظ بما اتعظ الناسك.

ثم إن المرأة ولدت غلاماً سوياً فسرّ به أبوه حتى إذا كان بعد أيام قالت المرأة لزوجها: أقعد عند الصبيّ حتى أغتسل وأرجع إليك.

وذهبت المرأة. وبعد قليل جاء الرجل رسول السلطان فذهب به، ولم يترك مع ابنه أحداً.

إلا أنه قد كان له ابن عِرس داجن عنده، يعتني به كما يعتني المرء بابنه. فتركه الرجل عنده وذهب إلى السلطان. وكان في بيته جحريّة، فخرجت الحية تريد الولد، فوثب عليها ابن عرس فقطعها إرباً إرباً.

وأقبل الناسك عندما انصرف من عند السلطان، وأتى بيته فتلقاه ابن عرس كالمبشر له بما صنع.

فلما رآه الناسخ متلطخاً بالدم سلب عقله ولم يلبث ولم يتبين الأمر، وضرب ابن عرس ضربة على رأسه بعصاه، فوقع منها ميتا. ودخل الناسك بيته فرأى الغلام والحية مقطعة فعرف الأمر، وصار يلطم صدره ويشد شعره ويقول: ليت هذا الغلام لم يولد ولم أغدر بابن عرس، فدخلت المرأة وهو يبكي…

فسألته عن السبب فأخبرها وقال:

هذه ثمرة العجلة، ومثل من يعمل بغير رويّة في أمره. وقد صدق المثل القائل: «في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة». 

فرح تسأل 

كيف يصنع الزجاج 

عرف الإنسان صناعة الزجاج منذ القدم، واستطاع أن يكونه من خليط من بعض العناصر الموجودة في الطبيعة، وهي الرمل  والبوتاسيوم، والصودا ..حيث تصهر هذه المواد على درجة حرارة عالية فتتحول إلى سائل كثيف، وعند تبريده يصبح مرنا من السهل تشكيله، ويتم صنع الشكل الذي نريده منه بواسطة أنبوبة حديدية تغمس في السائل ويتم  وضع جزء من السائل على طرف الأنبوب  ثم يتم النفخ في الطرف الثاني حتى تتحول كمية السائل إلى فقاعات مملوءة بالهواء، يتم تشكيل هذه الفقاعات  حسب ما نريد، قنينة أو كأس أو إبريق أو مزهرية ...وغيرها من الأشكال الجميلة التي نراها، ثم تتم زخرفتها بالضغط عليها ونقشها وهي طرية..

تلك هي الطريقة البدائة لصنع الزجاج  أما الطريقة  الحديثة فتتم في مصانع كبيرة وبآلات حديثة تقوم بعملية الصهر والنفخ والتشكيل في قوالب خاصة لتعطينا الأشكال الجميلة التي نراها. 

حكاية وفزورة 

نهلة الجمزاوي 

الراعي الكذاب

أركض أركض  أين تشاء

أمضي خلفك دون  عناء

إن تجلس أجلس في الحال

تهض أنهض دون سؤال

رغما عنك أكون صديق

في الطرقات أظلّ رفيق

أطول أكبر   منك أصير

أو أصبح   أقصر  بكثير

شمس دوما في صحبتنا 

حتى أظهر، تبقى معنــــا  

إن غابت  في الحال أغيب

ورحلت وما عدت   قريب

كي أظهر في الليل تجدني 

إجلس بين الضوء وبيني

في العتمة ما عدت أطلّ 

هل تعرفني فأنا.....؟؟؟

ماذا تعلمت من قصة الراعي؟ 

ترسم رغم فقدان البصر 

فقدت بصرها فخشيت لأن تفقد موهبتها،الرائعة في الرسم والتمتع بلعبة الألوان، حدث ذلك فجأة منذ عام 1974، عندما كان عمرها 15 عاما في المرحلة المتوسطة، وكانت في ذلك الوقت تهوى الرسم والأشغال الفنية.

تقول الفنانة رجب «عندما أصبحت كفيفة، كان لدي تخوف كبير من عدم الرضا وقبول لوحاتي الفنية وعدم جودتها، لا سيما أنني كنت أعتمد على حاسة اللمس، ولكن بمساعدة إحدى مدربات الجمعية الكويتية للمكفوفين وتشجيعها الدائم لي تخطيت حاجز الخوف وواصلت مسيرتي الفنية».

واعتبرت رجب أن فقدانها البصر لم يكن عائقا أمام طموحها بل جعلها تصبح أكثر إيجابية في حياتها، واكتسبت صفات حميدة، منها الاعتماد على النفس والتحلي بالصبر وإثبات الذات والثقة بالنفس وتحدي الشعور بالعزلة، واكتساب الصداقات، شاركت رجب في عدد من المعارض والنشاطات وحظي إبداعها بإعجاب الكثيرين مما زادها أملا وإصرارا على مواصلة العمل والنجاح، واعتبرت لوحاتها العينين اللتين تبصر بهما الحياة.